ثقافة وفنون

بفاس..أمسية شعرية احتفاء بالكلمة والنغم

مركز إكليل فاس

Festv1

في أجواء رمضانية دافئة، وبمناسبة اليوم العالمي للشعر، نظّمت الشبكة الوطنية للقراءة والثقافة، بالتعاون مع مركز إكليل فاس، أمسية شعرية متميزة ضمن برنامج “رمضانيات إكليل”، الذي اعتاد جمهور مدينة فاس على متابعته مساء كل خميس تحت شعار “خميس القراءة والإبداع”.

شهدت الأمسية، التي أُقيمت يوم الخميس 20 مارس 2025، تفاعلا كبيرا بين عشاق الشعر والكلمة الراقية، حيث تولّت الأستاذة إيمان أضادي تسيير اللقاء بمهارة وسلاسة، مما أضفى عليه طابعا منسجما يجمع بين الإبداع والتأمل. افتُتِح الحدث بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم بصوت الطالب الطاهر الجرايدي، تلتها كلمة ترحيبية ألقتها مديرة مركز إكليل، حيث أكدت على أهمية التعاون الثقافي بين المركز والشبكة الوطنية للقراءة والثقافة في خلق فضاءات تفاعلية تجمع بين الأجيال والتجارب المختلفة.

من جهتها، أكدت الدكتورة فتيحة عبد الله، رئيسة الشبكة الوطنية للقراءة والثقافة، على الدور الفعّال لهذه المبادرات في تعزيز التواصل الثقافي وإحياء القيم الجمالية والفكرية، مشيرة إلى أن الشبكة بصدد إطلاق سلسلة من الأنشطة المستقبلية التي تستهدف مختلف الفئات العمرية.

تزامنت الأمسية مع شهر المرأة واليوم العالمي للشعر، كما حملت روح فصل الربيع، حيث أبدعت نخبة من الشاعرات في تقديم قصائد تنوعت مواضيعها بين الابتهال والمديح النبوي، مما منح الحدث طابعا روحيا خاصا. كانت البداية مع الشاعرة فاطنة بنضالي، القادمة من مراكش، التي تغنّت بجمال فاس وسحرها، تلتها الشاعرة خديجة السعيدي التي أبهرت الحضور بقصيدتها “كفوف اليتم” في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم. ثم جاءت مشاركة الشاعرة نبيلة حماني بقصيدة عابقة بحب الله، قبل أن تشنف الشاعرة دليلة حياوي، التي شاركت عن بُعد من روما، مسامع الحضور بقصيدتين من ديوانها “في حياة أخرى”.

وفي لغة موليير، قدمت الشاعرة فاطمة الزهراء العلوي، الحائزة على الوسام الملكي، قصيدة من ديوانها (Jusqu’Au Bout du Cœur)، بينما أمتع الشاعر ياسين العسال الجمهور بقصيدته “خطيئة آدم”، ليطلّ بعده الشاعر الإماراتي طلال الجنيبي، عبر تقنية البث عن بُعد، بقصيدته “ما بين كيف وربما”، التي لامست أعماق النفوس.

أما الزجل المغربي، فكان له حضوره القوي من خلال إبداعات الزجال يونس تاهوش الذي قدم قصيدتين، “بلارج” و”غصة غزة”، قبل أن يصعد إلى المنصة الزجال سليمان مستعد، ليأخذ الجمهور في رحلة حالمة مع مقاطع من ديوانه “شوية من بزاف”.

ولم تخلُ الأمسية من نغم يُكمل سحر الكلمة، حيث قدّم الفنان عبد الوهاب العلوي مرافقة موسيقية أضفت على الأجواء طابعًا أكثر سحرًا، ليختتم اللقاء بوصلات دينية تجاوب معها الحضور بحرارة.

في نهاية الأمسية، قدّمت الجهة المنظمة شكرها لكل المشاركين والحاضرين الذين ساهموا في إنجاح هذه التظاهرة الثقافية، مع التأكيد على استمرار الشراكة بين مركز إكليل فاس والشبكة الوطنية للقراءة والثقافة لتنظيم المزيد من الفعاليات الأدبية والفكرية، في سبيل ترسيخ ثقافة القراءة والإبداع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى