
م.بنيحيى
تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، انطلقت يوم الجمعة 31 يناير فعاليات النسخة الرابعة من المعرض الجهوي لمنتجات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بمدينة مكناس، تحت شعار: “الاقتصاد الاجتماعي والتضامني شجرة مثمرة تنمو من أيادٍ متعددة”.
قص شريط الافتتاح الرسمي للمعرض السيد لحسن السعدي كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، إلى جانب السيد معاذ الجامعي والي جهة فاس مكناس والسيد عبد الغني الصبار، عامل عمالة مكناس، والسيد عبد الواحد الأنصاري، رئيس مجلس جهة فاس-مكناس، والسيدة خديجة حجوبي رئيسة اللجنة المنظمة، بالإضافة إلى رؤساء المصالح وشخصيات أخرى.
يهدف المعرض إلى تطوير القدرات الإنتاجية والتسويقية للعاملين في مجال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ودعم التعاونيات في الحصول على شهادات السلامة الصحية (ONSSA)، فضلاً عن تشجيع إنشاء أقطاب تنافسية جهوية قادرة على إحداث قيمة مضافة وخلق فرص عمل جديدة.
يمتد المعرض على مساحة 5000 متر مربع، ويضم 160 رواقًا بمشاركة 320 عارضة وعارضًا يمثلون مختلف أقاليم الجهة، إلى جانب عارضين من جهات أخرى داخل المملكة. كما يشهد القطب الدولي مشاركة ممثلين عن دول تربطها علاقات تعاون مع جهة فاس-مكناس، من بينها الصين، فرنسا، البحرين، الأردن، والسنغال.
تتضمن فعاليات المعرض ندوات علمية وورشات تكوينية، تهدف إلى تبادل التجارب وتعزيز التعاون بين مختلف الفاعلين في مجال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، بالإضافة إلى أنشطة ترفيهية خاصة بالأطفال.
أكد السيد عبد الواحد الأنصاري، رئيس مجلس جهة فاس مكناس، خلال كلمته في حفل الافتتاح، التزام الجهة بدعم مختلف الأوراش والمبادرات التنموية الرامية إلى تعزيز الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وذلك تنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية. وأشار إلى أن المجلس قام بزيارات لعدد من الدول للاطلاع على تجارب ناجحة في هذا المجال، مؤكداً أن نسخة مكناس ستكون متميزة على جميع الأصعدة. كما أوضح أن المجلس أبرم عدة اتفاقيات مع الوزارات المعنية لتعزيز فعالية الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، نظراً لدوره الهام في توفير فرص التشغيل الذاتي والحد من البطالة.
من جهة أخرى نوه السيد السعدي كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بالتنظيم الجيد والمحكم للمعرض في نسخته الرابعة، أوضح في كلمته بمناسبة افتتاح هذه النسخة، أن هذا القطاع يلعب دورًا حيويًا في تثمين المنتجات المجالية، بما في ذلك النباتات العطرية والطبية، إلى جانب تطوير الصناعات التقليدية مثل زربية بني وراين، والنحاس، والزليج، والدوم، إضافة إلى تنمية السياحة الجبلية والعلاجية.
كما أبرز أهمية الشراكة المتميزة بين وزارته ومجلس الجهة، مشيرًا إلى أن هذه الشراكة، التي تجسدت من خلال اتفاقيات وبرامج تعاقدية، أسهمت في إطلاق مشاريع طموحة مثل حاضنة المشاريع، المرصد الجهوي، ودار الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فضلًا عن تنظيم أسواق متنقلة ومعارض جهوية، من بينها معرض المرأة المنتجة، والمساهمة في تمويل التعاونيات عبر برنامج “مؤازرة”.
من جانبه، شدد والي جهة فاس-مكناس، السيد معاذ الجامعي، على ضرورة رقمنة عمليات تسويق منتجات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، بهدف الولوج إلى الأسواق الدولية، داعيًا إلى إطلاق مشروع لدعم التعاونيات والصناع التقليديين في هذا الإطار.
وأشار إلى أن تنظيم هذا المعرض يأتي في سياق تعزيز الدور المحوري لهذا القطاع في دفع عجلة التنمية المحلية وإرساء نموذج اقتصادي واجتماعي مستدام، خاصة في المناطق القروية.
ومن ضمن الأنشطة البارزة للمعرض، كان للقفطان المغربي حضورا متميزا من خلال تنظيم حفل عرض قفطان فاس مكناس، تأكيدا على أن جهة فاس مكناس تعد مهد القفطان المغربي، وفي هذا الصدد ركزت رئيسة اللجنة المنظمة السيدة خديجة حجوبي في كلمتها على أن القفطان المغربي هو أكثر من مجرد لباس تقليدي؛ فهو رمز للأصالة المغربية، الفخامة والرقي يجسد تاريخًا طويلًا، ويعبر عن الهوية المغربية المتجددة. ويعكس الحرفية والإبداع اللذين تميز بهما الصانعة والصانع المغربي عبر العصور.
وأضافت: “فالقفطان المغربي يجمع بين الأناقة والتصاميم المتجددة التي تحافظ على أصالته، ويتميز بتعدد أنماطه وفقًا للجهات المغربية، حيث لكل منطقة بصمة خاصة في التطريز والخياطة، ما يعكس غنى وتنوع الثقافة المغربية.
فهو يعبر عن مكانة المرأة المغربية، بل أصبح رمزًا عالميًا للأناقة المغربية. وأصبح قطعة عالمية تعرض في أرقى منصات الموضة، ما يرسخ مكانته كرمز للجمال والتميز المغربي في الساحة الدولية”.
وختمت كلمتها ب: “كما قلتها سابقا وأقولها في كل المناسبات، أكررها اليوم: “القفطان مغربي وسيظل مغربيا”.
يمثل هذا المعرض فرصة هامة للتعريف بمنتجات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وتعزيز دور التعاونيات في دعم التنمية المحلية والجهوية.
وبمجرد الانتهاء من حفل الافتتاح الرسمي حتى غصت كل أروقة المعرض بأعداد غير متوقعة من الزوار، مما ينبئ بنسخة مثالية وناجحة، خاصة وأن المعرض ينضم بصيغة الفضاء المفتوح، وكذا تسخير الشركة كل إمكانياتها اللوجستيكية لتشريف جهة فاس مكناس، ولعل الصور توضح ذلك.