بقلم: ادريس رمزي من إسبانيا /
لم يكن التصرف الوحشي والعنيف من طرف الحارس المكلف إلا رسالة واضحة لما يجري بالقنصلية المغربية بجزر الكناري، حيث قام المعني بالتعنيف اللفظي والجسدي تجاه مواطنة مغربية وضربها بشكل غير مفهوم أمام باب القنصلية وأمام أنظار المواطنين المغاربة، وأمام أنظار خصوم الوحدة الترابية المرابطين هناك حيث أصيبت المواطنة المغربية الحاملة للجنسية الإسبانية بالاغماء وإصابات خطيرة جدا على مستوى الكتف مما اضطرها إلى تلقي العلاجات في قسم المستعجلات.
هذه الواقعة المهينة والسلبية ليست الأولى من نوعها بهذه القنصلية، وهي لا تعكس التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله التي تؤكد في كل مرة على عنايته السامية بالمواطنين المغاربة المهاجرين بالعالم عموما وبالمملكة الإسبانية خصوصا. وبالتالي يتحمل المسؤول على القنصلية الأسباب والنتائج التي ستؤدي لامحالة الى التأثير على صورة المغرب.
السؤال المطروح اليوم كيف أخذ هذا الحارس هذه الجرأة والقوة حتى يتصرف بهذا التصرف الأرعن وغير المفهوم؟ من سيتحمل المسؤولية اليوم ؟ هل سيتم احتواء هذا الفعل بذكاء أم أن المسؤول سيضرب كل شيء عرض الحائط وسيستمر في مغالاته ؟
وقد تبين بعد تواصلنا مع بعض الجمعيات والمواطنين أكدوا لنا أن هناك معاناة لا تقتصر على طريقة تعامل حارس القنصلية وعنفه وطريقة كلامه وتعبيرات وجه، ولكن معاناتهم تتعدى ذلك في كونهم يقومون باتصالات عبر الهاتف ولا أحد يجيب وقد اتصلت شخصيا عشرات المرات بدون جواب مما جعلني اليوم أقول أن تقريب الادارة من المواطنين في جزر الكاري هو شعار لا أقل ولا أكثر ، وهنا حتى تكتمل الصورة نطرح ما هو الفرق بين القنصلية المغربية باشبيلية أو الجزيرة الخضراء أو بيلباو أو برشلومة الذين يقومون بعمل احترافي رائع، عكس القنصلية بجزر الكناري والتي لها اعتبارات خاصة..
نكشف الحقيقة في وقتها ومكانها وننوه بالقنصليات التي تقوم بواجبها، ونذكر ونحذر القنصليات التي لا تقوم بواجبها كما ينبغي.
كيف لحارس يطالب المواطنين والمواطنات التوجه الى مكتب خاص من أجل استخراج المواعيد بالأداء؟ كيف لحارس وجب فيه احترام المواطنين يقوم بالاعتداء عليهم؟ كيف لموظفين ولا واحد تدخل من أجل انقاذ المواطنة من بين يدي هذا الشخص ؟
اليوم وجب على المسؤولين أخذ الموضوع بالجدية اللازمة حتى لا تعطى الفرصة لأعداء الوطن، ويجب على السيد المسؤول بالقنصلية التعامل بشكل إداري حازم مع مثل هذه الأمور وكذلك الاعتناء الخاص بالمواطنين والمواطنات والتواصل اليومي بهم حتى يقف على احتياجاتهم بدل الارتباط بالمكتب وإعطاء الأوامر والاكتفاء بالاستماع الى نصائح بعض عديمي الكفاءة بالمنطقة المعروفين بماضيهم الأسود.
حبنا للمملكة المغربية كسفراء يجعلنا نقف عند هذا الحدث ونسلط الضوء عليه حتى لا يتكرر وتكون النتائج كما سبق بقنصلية مالقا والفاهم يفهم …