في إطار الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله وتكريما لأستاذ الأجيال الدكتور مبارك حنون تنظم شعبة اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز بفاس بشراكة مع مختبر الأبحاث المصطلحية والدراسات النصية ويتعاون مع مؤسسة مقاربات مؤتمرا دوليا في موضوع: البحث اللساني: أسئلة التأسيس ورهانات التجديد.
ديباجة :
بدأ الأستاذ الدكتور مبارك حنون مسيرة البحث والتكوين والتأطير بشعبة اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز بفاس. وبفضل مساره العلمي الحافل بالعطاء والإنتاج، أصبح الأستاذ الدكتور مبارك حنون واحدا من أعلام الدراسة الصوتية بالمغرب وبالعالم العربي، وكذلك أحد رواد الدرس اللساني العربي، تشهد على ذلك مؤلفاته وترجماته الكثيرة التي صدر أولها سنة 1987 وآخرها سنة 2024 ، فضلا عن تلك التي هي قيد النشر. يتكون المشروع البحثي للدكتور مبارك حنون من أربعة محددات متلازمة: أولا، نشر المعرفة اللسانية وتهيئة التربة العربية لتقبلها واستقبالها وتأطير البحث اللساني باستراتيجيات تنموية وتلبية الحاجيات الاجتماعية.
ثانيا، الإقرار بأن العربية عربيات وأن لسانيات العربية متعددة، وأن وضعها ضمن الأنشطة الفكرية والعلمية وضع هش يتيح للفكر اللغوي التقليدي أن يظل متربعا على سدة التعليم والتفكير.
ثالثا، بالإضافة إلى أن اللسانيات بالوطن العربي هشة لأن روادها محسوبون على رؤوس الأصابع وإلى أنها لسانيات بينها وبين اللسانيات الحديثة في الغرب تفاوت مريع يدل بدوره على تخلف رهيب، فإنها لسانيات غير شاملة لم تمس كل المجالات. لذا، بات التأكيد أننا بحاجة إلى لسانيات تنموية ولسانيات نقدية.
رابعا اللسانيات التي تغزو السوق المعرفية يجب التوجس منها، فهي تعكس الاستيعاب السيء، والموضوعات المتداولة متهافتة ومجترة. إنها لسانيات لم تستوف كمالها وتمامها. هذا فضلا عن دخول لسانيات مختلفة ومتعددة إلى بلاد لا تقبل التعدد والاختلاف. كانت هذه موجهات الكتابة اللسانية لدى الدكتور مبارك حنون، وهي تنوء تحت وابل من الأسئلة المعرفية التي أجهدتها الثغرات المعرفية والبضاعة الفاسدة والتهافت المتعالم والاستعجال في الاستهلاك.
ويمكن تقسيم مؤلفات الأستاذ الدكتور مبارك حنون قسمين يندرج القسم الأول في إطار التخصص الدقيق الذي هو الصواتة. ويشمل هذا القسم الكتب التالية: “الصواتة الزمنية: اللسانيات الكلاسيكية ودراسة الوقف” (2003)، “في التنظيم الإيقاعي للغة العربية نموذج الوقف” (2010)، ” في الصواتة البصرية من لسانيات المنطوق إلى لسانيات المكتوب” (2013)، و”محاضرات في الصواتة” و”مدخل إلى الصواتة البصرية” و”قضايا في الصواتة العربية” التي ستصدر قريبا بالإضافة إلى الكتابين المترجمين بالاشتراك من الإنجليزية: “الفونولوجيا التوليدية الحديثة لفان در هالست ونورفال سميث ،(1992)، و”الفونولوجيا المقطعية نحو نظرية توليدية للمقطع ” لكليمنتس وكايزر (2003).
ويندرج القسم الثاني في إطار التخصص العام الذي هو علوم اللغة. ويشمل هذا القسم الكتب التالية: “مدخل إلى لسانيات سوسير” (1987)، “دروس في السيميائيات” (1987)، “في السيميائيات العربية القديمة (2016)، “تجربة إدماج اللغة الأمازيغية في المنظومة التربوية جهة سوس ماسة درعة 2003-2010 (2023) ، ” من اختلاف اللسانيات إلى لسانيات الاختلاف” (2023)، ” لغة برأسين في نقد الازدواجية اللغوية بالمغرب” (2024) ، و” في النظريات اللسانية” الذي سيصدر قريبا، بالإضافة إلى الكتب المترجمة بالاشتراك التالية: “الاتجاهات السيميولوجية المعاصرة” لماريو د اسكال (1987)، “قضايا الشعرية” لرومان ياكوبسون (1988)و”الشعرية العربية” لجمال الدين بن الشيخ (1996).
مستوى القضايا التي اهتمت بها وعلى مستوى المناهج والنظريات التي اعتمدتها في معالجة هذه القضايا. ولعل من أهم ما يبرز خصوصية هذه المدرسة المصطلحات اللسانية الأصواتية والصواتية والصرافية التي قام الأستاذ بتوطينها في الدراسات والأبحاث اللسانية العربية ونقلها إلى العربية من الإنجليزية والفرنسية، وبثها في أوساط الباحثين والدارسين.
لقد طرق الأستاذ حنون من خلال مؤلفاته مجالات لسانية متعددة فأسهم بداية في التعريف باللسانيات العامة ومفاهيمها وثنائياتها وتقابلاتها وأنساقها. كما كان سباقا إلى اقتحام العوالم الرحبة للصواتة التوليدية الحديثة فعرف في مؤلفاته المتخصصة بمبادئها ووسائطها وتياراتها ونظرياتها ونماذجها ، ثم وظفها وأشرف على توظيفها في دراسة ظواهر العربية الصواتية القطعية وفوق القطعية وهذا ما يجعله من الآباء المؤسسين للدرس الصواتي التوليدي الحديث المتعدد الأبعاد بلغة الضاد.
ونظرا لإيمانه بأن اللغة ظاهرة مركبة ومعقدة ومتنافرة وذات أبعاد مختلفة ومتعددة وظاهرة ذات وقائع مختلفة القيم وبأن النظر إليها وإلى أبعادها المتعددة والمختلفة يتجدد باستمرار، اهتم أيضا بتفاعل اللسانيات مع العلوم المجاورة فكتب عن اللسانيات التطبيقية والتعليمية وعن السياسة اللغوية والتهيئة اللغوية إسهاما منه في جعل اللغة في خدمة التنمية
الشاملة.
وتقديرا لهذه المسيرة العلمية المشرقة الحافلة ولصاحبها، تنظم شعبة اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز بفاس، بشراكة مع مختبر الأبحاث المصطلحية والدراسات النصية وبتعاون مع مؤسسة مقاربات مؤتمرا دوليا تكريميا للأستاذ الدكتور مبارك حنون في موضوع: “البحث اللساني: أسئلة التأسيس ورهانات التجديد”. وسيكون المؤتمر، الذي يتزامن مع الذكرى الخمسين لتأسيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله ومع الذكرى الستين لتأسيس شعبة اللغة العربية وآدابها مناسبة لإبراز جهود المحتفى
به في خدمة الدرس اللساني عموما والصواني خصوصا ولتقييم تلك الجهود من قبل باحثين مختصين.
محاور المؤتمر:
المحور الأول: اللسانيات العامة مداخلها ومفاهيمها ومرجعياتها.
المحور الثاني: صواتة العربية وصر افتها في ضوء النظريات التوليدية الحديثة. المحور الثالث: قضايا المصطلح اللساني في مؤلفات الدكتور مبارك حنون. المحور الرابع سبل استثمار اللسانيات في خدمة التنمية.
المحور الخامس قضايا الشعرية، وأسس الدرس السيميائي.
تخضع البحوث للتحكيم وفق معايير أهمها:
– الأصالة والجدة ووضوح العرض.
أهمية المراجع وتنوعها.
إثبات الهوامش عند نهاية كل صفحة ووضع المراجع والمصادر في نهاية البحث.
ألا يزيد البحث عن 20 صفحة من حجم A4 ، ويكتب البحث ببنط (16) في المتن و (12) في الهامش بخط سقال المجلة (Sakkal Majalla).
مواعيد مهمة
يعقد المؤتمر يومي 20 و 21 نونبر 2024 بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز بفاس.
. آخر موعد لاستقبال ملخصات أبحاث المشاركة مع سيرة علمية موجزة: 15 ماي 2024. . تاريخ الرد على ملخصات الأبحاث المقبولة: 20 ماي 2024.
. آخر موعد لاستقبال الأبحاث المقبولة: 20 شتنبر 2024. وسيتم طبع الأبحاث قبل تاريخ انعقاد
المؤتمر.
ينسق أعمال المؤتمر د. محمد العلوي – د. عبد النبي سفير
ترسل الملخصات والأبحاث إلى البريد الإلكتروني التالي: mohamed.elaloui@usmba.ac.ma
الاستفسار المباشر عن طريق الرقم الهاتفي التالي: 07.08.04.46.56- +212.7.08.04.46.56