الأرصاد الجوية المغربية تخلد يومها العالمي

23 مارس من كل سنة، تحتفل المديرية العامة للأرصاد الجوية كباقي المرافق الوطنية التابعة لها، باليوم العالمي للأرصاد الجوية. وبهذه المناسبة لا بد من التذكير بأن تغير المناخ يشكل خطراً حقيقياً لا يمكن إنكاره حيث يهدد البشرية عامة. وقد بدأت آثاره تظهر جليا، وستصبح كارثية إن لم تتخذ الإجراءات اللازمة الآن. ولهذا السبب، اختارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية هذه السنة شعار: «في طليعة العمل المناخي» ليسلط الضوء على دورها في طليعة هذا العمل كمنظمة رائدة في منظومة الأمم المتحدة في هذا المجال. وتوفر هذه المنظمة العالمية مع أعضائها وشركائها، بيانات ومعارف موثوقة حول الطقس والمناخ والماء، وتساهم في تدابير التكيف من خلال مبادرات مثل "مبادرة الإنذار المبكر للجميع" وتشارك في جهود التخفيف من خلال آليات مثل "الرصد العالمي للغازات الدفيئة." وبهذه المناسبة يتم تسليط الضوء على الإسهامات الأساسية التي تقدمها المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا من أجل سلامة المجتمع ورفاهه. ولابد من التذكير أنه في السنوات الأخيرة، واجه المغرب جفافًا طويل الأمد، مع تساقطات مطرية أقل بكثير من المعدلات الطبيعية في معظم أنحاء البلاد. كما تميزت هذه السنة وسنة 2023 أيضًا بموجات حر متتالية. ففي الصيف الماضي سجلت مدينة أكادير رقمًا قياسيًا وطنيًا جديدًا لأعلى درجة حرارة مطلقة في حيث وصلت إلى 50.4 درجة مئوية في 11 أغشت 2023. استمرت موجات الحر هذه بعد فصل الصيف، واستمرت حتى فصلي الخريف والشتاء. وتأتي هذه التغيرات المناخية الأخيرة ببلادنا في سياق اتجاه عالمي لارتفاع درجات الحرارة وزيادة تواتر الظواهر المناخية القصوى. وهي جزء من آثار الاحتباس الحراري، بما في ذلك زيادة الظواهر الجوية المتطرفة مثل الجفاف وموجات الحر. ويعتبر اليوم العالمي للأرصاد الجوية فرصة لتسليط الضوء على الدور الذي تلعبه المديرية العامة للأرصاد الجوية ومساهمتها في حماية الأشخاص والممتلكات. حيت تلعب دورًا حاسمًا في دعم صناع القرار في القطاعات الاجتماعية والاقتصادية وإدارة التحديات المناخية من خلال توفير توقعات دقيقة عالية الدقة ومنتجات محددة تتناسب مع احتياجات المستخدمين. وتلتزم المديرية العامة للأرصاد الجوية بنهج الاستباق والإنذار المبكر على المستوى الوطني والإقليمي لتحسين إدارة المخاطر من أجل التخفيف من حدتها وتعزيز القدرة على الصمود. وأخيرًا، فمن بين الأهذاف الأساسية للمديرية العامة للأرصاد الجوية، دعم بلادنا لاستعداد كامل من أجل السيطرة على مخاطر الطقس والمناخ، بتوفير خدمات رصدية ومناخية ناجعة، مما يساهم في التنمية المستدامة للمملكة ورفاهية المواطنات والمواطنين.