ترامب.. الهجرة تقتل أوروبا

ترامب.. الهجرة تقتل أوروبا

Festv1// ع.لخضر/

عرف المشهد السياسي الدولي يوم الجمعة 26 يوليوز 2025 تصعيداً جديداً، بعد تصريحات نارية أطلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من مطار بريستويك في اسكتلندا، حيث شن هجوماً لاذعاً على سياسات الهجرة الأوروبية، واصفاً تدفق المهاجرين إلى القارة العجوز بأنه "غزو رهيب" يهدد وجودها، ومشدداً على أن "الهجرة تقتل أوروبا".

رسالة تحذيرية إلى القادة الأوروبيين

في مؤتمر صحفي وسط إجراءات أمنية مشددة، وجه ترامب نداءً مباشراً إلى المسؤولين الأوروبيين، قائلاً:

"عليكم أن تضبطوا الأمور، وإلا فإن أوروبا لن تبقى على ما هي عليه."

"يجب إيقاف هذا الغزو الذي يضرب عدداً من البلدان الأوروبية."

"الهجرة تدمر أوروبا"، على حد تعبيره.

وفي نبرة تنطوي على تلميحات دبلوماسية، أشاد ترامب ببعض القادة الأوروبيين الذين "لم يسمحوا بحدوث هذا الوضع"، مشيراً إلى أنهم "لا يُمنحون التقدير الكافي"، دون أن يسميهم، تفادياً لما وصفه بـ"إحراج الآخرين". وقد ربط متابعون هذا التصريح برئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان المعروف بموقفه الصارم ضد الهجرة غير الشرعية.

 أرقام مقلقة تدعم الخطاب

استند ترامب في مداخلته إلى بيانات حكومية بريطانية تعكس تصاعد الضغط الناتج عن الهجرة، أبرزها:

وصول 22,500 مهاجر إلى بريطانيا عبر القناة الإنجليزية منذ بداية عام 2025، بزيادة قدرها 57% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

 تسجيل 44,000 عملية عبور بالقوارب الصغيرة سنوياً خلال عامي 2022 و2023.

صافي الهجرة إلى المملكة المتحدة بلغ 431,000 شخص في العام الماضي، رغم انخفاضه بنسبة 50% عن عام 2023.

| الوافدون عبر القناة (2025) | 22,500 | ▲ +57% | الحكومة البريطانية |

| العبور بالقوارب (2022–2023) | 44,000 سنوياً | غير متاح | الحكومة البريطانية |

| صافي الهجرة (2024) | 431,000 | ▼ -50% | الحكومة البريطانية |

انتقادات لطاقة الرياح ومديح حذر لستارمر

وعلى الرغم من لهجته الحادة، حرص ترامب على توجيه إشادة لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، واصفاً إياه بأنه "رجل طيب"، ومثمّناً اتفاقية التجارة الموقعة بين البلدين، رغم اعترافه باختلاف توجهاتهما السياسية. كما أعلن عن لقاء مرتقب مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، من أجل بحث إمكانية إبرام **"أكبر صفقة تجارية"** بين أمريكا والاتحاد الأوروبي، معتبراً أن فرص التوصل لاتفاق قبل 1 غشت 2025 "متساوية بنسبة 50-50"، في ظل تهديده بفرض رسوم جمركية تصل إلى 30%.

وفي تصريح أثار الاستغراب، شن ترامب هجوماً على طاقة الرياح، واصفاً التوربينات بأنها "تشوه المناظر الطبيعية وتقتل الطيور"، معتبراً أنها "تدمر الدول"، دون تقديم أدلة علمية ملموسة على هذه المزاعم.

خلفيات الزيارة وردود الفعل المرتقبة

تأتي زيارة ترامب لاسكتلندا في إطار جولة شخصية تستغرق خمسة أيام، يتفقد خلالها ملاعب الغولف التي يمتلكها في تيرنبري وأبردين، ويشارك في افتتاح ملعب جديد يحمل اسم والدته الاسكتلندية "ماري آن ماكليود". كما من المرتقب أن يلتقي رئيس الحكومة الاسكتلندية جون سويني.

تصريحاته القوية أثارت حفيظة منظمات مدنية، أبرزها حركة "أوقفوا ترامب"، التي أعلنت عن تنظيم احتجاجات ومهرجانات رفض في إدنبرة وأبردين، خاصة أن استطلاعات رأي سابقة كشفت عن نظرة سلبية يحملها 70% من الاسكتلنديين تجاه ترامب.

قراءة في الخلفية السياسية

يبدو أن ترامب يعيد استخدام ورقة الهجرة كورقة انتخابية داخلياً وخارجياً، مروّجاً لنظرية "الاستبدال العظيم" التي يتبناها بعض أقطاب اليمين المتطرف، ما قد يزيد من حدة الانقسامات داخل أوروبا. كما أن لهجته المتشددة، وإن كانت تخدم خطابه الانتخابي الأمريكي، قد تعرقل مفاوضاته التجارية مع الاتحاد الأوروبي الذي يسعى إلى تجنب فرض رسوم إضافية على صادراته.

وفي زيارته التي تحمل طابعاً شخصياً إلى مسقط رأس والدته، لم يتخلَّ ترامب عن دوره كفاعل سياسي دولي يثير الجدل ويحرّك المياه الراكدة في أوروبا، مذكّراً بأن قضايا الهجرة ستظل في صدارة الأجندة السياسية للقارة في ظل تعقيدات ديموغرافية وأمنية متزايدة.