الهجوم الإسرائيلي على قطر: استهداف للوساطة وتحدٍ للسيادة الدولية

Festv1/ ع.لخضر/
شهدت الدوحة في 9 شتنبر 2025 غارة جوية إسرائيلية استهدفت قيادات من حركة حماس أثناء مناقشة مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار في غزة، وأدت إلى مقتل 6 أشخاص بينهم عنصر أمني قطري. هذا الهجوم غير المسبوق يُعد ضربة مباشرة لدور قطر كوسيط إقليمي، ويطرح تساؤلات حول خيارات الرد المتاحة أمام دولة صغيرة لكنها ثرية وتستضيف أكبر قاعدة أمريكية بالمنطقة.
الهجوم أثار إدانات واسعة من دول عربية وغربية كالسعودية ومصر وفرنسا والصين، ووصفته الأمم المتحدة بـ"الانتهاك الصارخ للسيادة القطرية"، فيما اعتبرته واشنطن عملًا غير مفيد لمصالحها أو مصالح إسرائيل.
تملك الدوحة عدة مسارات ممكنة:
* قانوني ودبلوماسي: رفع القضية للمحاكم الدولية وحشد الدعم في القمة العربية-الإسلامية الطارئة.
* اقتصادي: استخدام نفوذ صندوقها السيادي الضخم (400 مليار دولار) والاتجاه نحو تحالفات مع قوى صاعدة كالصين وروسيا.
* أمني واستراتيجي: إعادة تقييم وجود قاعدة العديد الأمريكية والمطالبة بضمانات أمنية أقوى، وتعزيز التعاون الدفاعي الخليجي.
* سياسي ووساطي: تعليق جهود الوساطة مؤقتًا وكشف تفاصيلها لإحراج إسرائيل دوليًا.
أي رد يجب أن يتفادى التصعيد العسكري، ويحافظ على علاقات قطر مع الولايات المتحدة، ويكسب المعركة الدبلوماسية دون الوقوع في فخ صدام مباشر مع إسرائيل.
الهجوم يشكل اختبارًا حاسمًا لقطر ولمصداقية النظام الدولي. الرد الأمثل لا يكون بالقوة الخشنة، بل باستثمار أدوات القوة الناعمة التي تملكها الدوحة: الدبلوماسية، المال، النفوذ الإعلامي، والدعم الدولي، لتحقيق مكاسب استراتيجية دون إشعال حرب.