في خطوة ابتزازية ..مشروع خط بحري يربط مليلية المحتلة بميناء الغزوات الجزائري

فاس تيفي1

تسعى الجزائر عبر أبواقها الإعلامية منذ أسابيع بتمرير رسائل للجارة الشمالية اسبانية تعلن فيها عن رغبتها بانشاء مشروع مد خط بحري يربط مليلية المحتلة شمال المملكة بميناء الغزوات الجزائري غرب الجزائر على مسافة زهاء 60 ميل بحري.

ولعل محاولة الجارة الشرقية حشر أنفها في موضوع سبتة ومليلية ليس بالأمر الجديد حيث عملت المخابرات الجزائرية  خلال أزمة جزيرة ليلى العسكرية بين المغرب واسبانيا  على دعم اسبانيا على حساب المملكة المغربية.

الدبلوماسية الجزائرية تراهن على مشكل النقطتين السليبتين من التراب المغربي كثغرة جيواستراتيجية لابتزاز الرباط ومدريد في نفس التوقيت.

هذا وسبق سبق لعناصر المخابرات العسكرية الجزائرية ان فتحوا قنوات التواصل مع أطراف يمينية بالمدينة المحتلة، وتحمس الجزائر لإيجاد موطئ قدم للمناورة الدبلوماسية بمليلية المحتلة، بهدف طرح مشروع تحقيق توازن ديمغرافي بالمدينة يلغي تدريجيا التفوق العددي للعرق المغربي ويفسح المجال لاستيطان آلاف الأسر من التجار الجزائريين القادمين من الساحل الغربي للجارة الشرقية.

الحسابات والمناورات المخابراتية الجزائرية لا تتقاطع بالضرورة مع أجندة مدريد التي وان كانت في العمق لا تخفي مساعيها لتثبيت وجودها الاستعماري بالثغرين المغربيين المحتلين فإنها أيضا تتعامل بمصلحية فقط وتحفظ غير معلن أيضا  مع مسألة السماح بمد خط تجاري مباشر مع ميناء جزائري.

اسبانيا التي لا ترى في الواجهة الإعلامية مانعا للتفكير في المشروع ودراسته تسعى فقط بانتهازية ماكرة للضغط دبلوماسيا على الرباط وتوجيه رسالة لمسؤوليه مفادها انها قادرة على البحث عن حلول جديدة خارج محور التواصل التقليدي مع الرباط إذا أصرت الأخيرة على استدامة حصارها الاقتصادي والإداري على «حدود» الثغرين المحتلين.

الخطوة الإسبانية غير المعلن عنها لا يمكن أن تطمئن للمناورة الجزائرية الباحثة فقط عن نقطة تأثير ونفوذ في المنطقة لاستفزاز المغرب وابتزاز مدريد مستقبلا بملفات متفرعة من قبيل الهجرة والصيد البحري والمبادلات التجارية وقضية الصحراء والحدود البحرية لارخبيل الكناري مع المغرب.

مصالح وأجندة الجزائر تتقاطع بالضرورة مع أهداف ومصالح اليمين الإسباني المتطرف الساعي لتأجيج وتوتير علاقات مدريد بالرباط انطلاقا من وضع المدينتين السليبتين، لكن الإدارة السياسية لإسبانيا تدرك أن اقحام الجزائر في ملف العلاقات الثنائية مع الرباط اشبه بمجازفة انتحارية ستقوض نتائج وثمار سنوات من الجهد الدبلوماسي المضني لتسوية القضايا الساخنة والحساسة مع المغرب وفي مقدمتها ملفات الهجرة والتطرف والإرهاب.