مدينة تارودانت بتاريخها الغني والعريق أصبحت مدينة منسية

مدينة تارودانت بتاريخها الغني والعريق أصبحت مدينة منسية

فاس تيفي1

بقلم: ف.أبعقيل/متدربة  - بعد ان كانت عاصمة ومملكة  للسلاطين السعديين بتاريخ غني وعريق ،اصبحت مدينة منسية في زمن السرعة ، وبالرغم من ذلك لم يتم محو شهودها  لتاريخ  مرتبط بالعهود الفينيقية  التي اشتهرت فيه بمركزها الحضاري والتجاري ، انها مدينة تارودانت، المدينة الصغيرة والبسيطة ، التي لطالما فتحت ابوابها على وجه الحضارات .

وكل معلم بها يروي  تاريخ عريق، وأحداث دارت على ارضيها في القرون الماضية ، والذي لازال يشهد به سور المدينة ، المتخذ طابع الاندلس و الممتد بطول 7.5 كيلو متر، حيث  كان له  دورين اساسيين في عصر السعديين ، العسكري و الجبائي .

هذا فضلا عن دار البارود الذي اتخذ في نفس العهد طابعا عسكريا ،  نظرا لاحتوائه على مخزن مخصص لتخزين الاسلحة ، بالإضافة الى اشتهارها بالمساجد و من اهمها ، الجامع الكبير الذي يعتبر اقدم مسجد في المغرب ، ومسجد فرق الاحباب واخيرا مسجد القصبة .

مدينة تارودانت الجوهرة الثمينة  المحاطة بسلسلة من الاسوار ، التي تمكنك من التنزه على ظلالها حيث جدرانها المزخرفة ، بتاريخ عريقـ وابراجها الشامخة على مدى خمسة قرون ، وفي كل يوم تبسط الشمس اشعتها على هذه الاعمدة الحجرية غامرة المدينة بالنور المتلألأ

فاذا ابتعدت قليلا عن هذه الأسوار ستجد مستودعات مخصصة لإنتاج واستخراج زيت الأركان ومستخلصات الزيوت لغرض واحد وهو الصحة ، كما تعج الاسواق بالحركة و النشاط ، لتأخذك في جولة بين ازقتها للشراء من محلاتها التجارية  ويلفت نظرك الاكشاك الصغيرة التي تتمتع فيها بالأطعمة المحلية الشهية .

وتتميز هذه المدينة  بجودة الحرف اليدوية و خاصة صناعة الجلود والاواني الفخارية وكذلك صناعة الجواهر الفضية ذات الطابع الامازيغي .

مدينة تارودانت الحاملة لكل مقومات البساطة والهدوء بطبيعتها الخلابة التي تجعلها محطة انظار للعديد من هواة السير  وتسلق المرتفعات لسلسلتي جبال الاطلس ، فهي زاخرة  بكل عوامل الجذب لكونها تجمع مكونات الجمال الممزوجة  بالطبيعة الساحرة فضلا عن ثقافة اهلها وجمعها بين الحداثة وما هو تقليدي .