حدائق إفران: سحر الطبيعة في مواجهة التهميش واللامبالاة

حدائق إفران: سحر الطبيعة في مواجهة التهميش واللامبالاة
حدائق إفران: سحر الطبيعة في مواجهة التهميش واللامبالاة
Festv1 تُعرف مدينة إفران، الواقعة في قلب جبال الأطلس بالمغرب، بلقب "سويسرا المغرب"، بفضل طبيعتها الخلابة التي تضم غابات الأرز، وبحيرات هادئة، وشلالات ساحرة. هذه المدينة، المصنفة من أنظف المدن عالميًا، تمثل نموذجًا نادرًا للتناغم بين البيئة والعمران. إلا أن وراء هذا الجمال الطبيعي، تبرز تحديات تنموية تمس حياة السكان المحليين، وعلى رأسها تهميش بعض الحدائق وغياب فضاءات ترفيهية مخصصة للأطفال. تحيط بإفران حدائق طبيعية مميزة مثل "ضاية عوا" و"ضاية إفراح"، التي تجذب الزوار الباحثين عن الاستجمام وسط أجواء نقية. غير أن هذا الثراء البيئي لا يقابله، بالضرورة، تنمية متوازنة في البنية الترفيهية، ما يُلقي بظلال من التساؤل حول مدى استفادة سكان المدينة من مواردها الطبيعية. رغم توفر حدائق عامة مثل منتزه البلدية وحديقة الرشيد، إلا أن المدينة تفتقر لفضاءات لعب حديثة وآمنة مخصصة للأطفال، وهو ما يشكل خللاً واضحًا في التخطيط الحضري. فبينما تستقطب المدينة عشاق التزلج وركوب الخيل، يبقى الأطفال خارج حسابات التنمية، ما يحد من فرص الترفيه الأسري ويقلل من الاستفادة الشاملة من المساحات الخضراء. إضافة إلى غياب المرافق الترفيهية، تواجه بعض حدائق إفران تحديات بيئية نتيجة الضغط السياحي. فارتفاع أعداد الزوار دون مواكبة توعوية أو صيانة كافية قد يؤدي إلى تآكل الغطاء النباتي وتراكم النفايات. ويخشى متابعون من أن التركيز المفرط على الطابع الأوروبي والتاريخي للمدينة قد يعيق تطوير مرافق حديثة تواكب احتياجات الأجيال الصاعدة. لضمان استدامة جمالية إفران، يجب على المسؤولين أن يقوموا عدة مبادرات عملية، من بينها: 1.إنشاء منتزهات ذكية للأطفال: دمج فضاءات لعب آمنة ومبتكرة داخل الحدائق الحالية، بتصاميم جاذبة ومراعية للسلامة. 2.تعزيز الوعي البيئي: إطلاق حملات تشجير وتنظيف بمشاركة المجتمع المحلي، على غرار مبادرات عربية ناجحة. 3.الاستفادة من تجارب دولية: كإعادة تأهيل حدائق غزة أو تحويل الصناعات في كولومبيا إلى أنشطة صديقة للبيئة. تبقى حدائق إفران رمزًا لجمال طبيعي نادر، لكنها أيضًا مرآة لحاجة ملحة إلى تنمية شاملة. فالحفاظ على هذا الإرث لا يكتمل إلا بتمكين جميع الفئات من الاستفادة منه، وخاصة الأطفال، لأن رفاهيتهم اليوم هي أساس استدامة الغد.