معانقة الخلود.. أسود الأطلس في نهائي تاريخي ضد التانغو

Festv1// لخضر عبدالله /
المغرب يكتب أقوى القصص في مونديال تحت 20 سنة.. والموعد النهائي يوم الأحد لحلم الكأس.
(من الشيلي) - من قلب منطقة الألعاب، وبكل فخر واعتزاز، كتب المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم لأقل من 20 سنة، بمداد من ذهب، صفحة جديدة مشرقة في سجلات الكرة العربية والإفريقية. إنه حلم لم يعد مستحيلاً، بل أصبح واقعاً ملموساً، بعد أن نجح "أسود الأطلس" في بلوغ المباراة النهائية لبطولة كأس العالم، في إنجاز هو الأول من نوعه في تاريخ الكرة المغربية بمثل هذه البطولة المرموقة.
لم تكن الرحلة إلى قمة العالم معبدة بالورود، بل كانت مسيرة كر وفر، تجاوز فيها المغرب منتخبات عريقة، حاملين في قلوبهم إرادة شعب بأكمله، وعلى عاتقهم أحلام مليون شاب مغربي طموح. من دور المجموعات الصعب، إلى أدوار خروج المغلوب التي اختبرت العزيمة، قدم لاعبنَا، تحت القيادة الذكية للجهاز الفني، دليلاً على أن الكرة المغربية قادرة على صنع المستحيل عندما تجتمع الإرادة مع الموهبة والتخطيط.
في كل مباراة، كان الفريق يقدم نموذجاً رائعاً في الكرة الجماعية، والتركيز الدفاعي الصلب، والهجمات المرتدة القاتلة. رأينا روحاً قتالية لا تعرف الاستسلام، من الحارس الذي يصنع الفارق، إلى خط الدفاع المتشابك كالأسود، وصولاً إلى المحورين والمهاجمين الذين حولوا الفرص إلى أهداف حاسمة. إنه فخر لكل مغربي أن يرى هذا الجيل الذهبي وهو يرفع اسم المملكة عالياً في المحافل الدولية.
هذا الجيل، بقيادة مدربه المتمرس، لم يكتفِ بكسر التوقعات، بل أصبح مصدر إلهام لكل الشباب العربي والإفريقي، مقدماً صورة مشرقة عن كرة القدم المستندة إلى التخطيط الاستراتيجي والانضباط التكتيكي والإيمان القوي بقدرات الفريق.
الاستعداد للموعد الكبير: الأحد.. مواجهة التانغو الأرجنتيني
وها هو التحدي الأكبر يلوح في الأفق. يوم الأحد المقبل، سيقف منتخبنا الوطني شامخاً في ملعب البطولة، مواجهاً أحد أعتى فراخين العالم، منتخب الأرجنتين. إنها مواجهة بين إرادة أسود الأطلس وتاريخ التانغو العريق، بين الحلم المغربي والإرث الأرجنتيني.
إنها أكثر من مجرد مباراة كرة قدم، إنها لحظة سيخلدها التاريخ. لحظة سيدخلها أبطالنا وهم يعلمون أنهم رفعوا راية المغرب عالياً في ساحة العالم، محققين إنجازاً غير مسبوق. لكن الحلم الأجمل، حلم رفع كأس العالم، لا يزال حياً ونابضاً. الكأس لم تعد حلماً بعيداً، بل هي على بعد 90 دقيقة فقط.
في هذا اليوم المصيري، تقع على عاتقنا كجماهير مسؤولية دعم لا تنقطع. لنملأ وسائل التواصل الاجتماعي بروح التشجيع، ولنرفع الأعلام الحمراء في كل شرفة وشارع، ولنهتف من كل قلوبنا: "ديمة مغربية!". فليكن صوتنا واحداً، وقلبنا واحداً، وهدفنا واحداً: أن نكون السند الحقيقي للاعبيننا هناك في ساحة المعركة.
إلى أبنائنا الأبطال في المنتخب الوطني: لقد جعلتمونا فخورين بكم. لقد حوّلتم المستحيل إلى واقع. الآن، اخرجوا في الموعد النهائي يوم الأحد واكتبوا أسماءكم بأحرف من نور في سجل الخالدين. العالم كله ينظر، والشعب كله معكم. ليس المهم أن تصلوا إلى القمة فقط، بل المهم أن ترفعوا علم المملكة المغربية في سمائها.